يبتسم جوزف ابتسامة جميلة وهو جالسٌ تحت شجرة تين الهند. ويقول اتبعني. نتجول بين أعشاب يصل طولها حتى الخصر فيما ينسّم الهواء المشبع برائحة أوراق الزعتر وعشب الليمون التي يقطف بعضاً منها لأستنشق عطرها؛ بدءاً من النباتات العضوية التي يستخدمها مطعم بوتانيكا، وهو أحد مطاعم ون آند أونلي ريثي راه المستكنة بين الحدائق الوارفة، وصولاً إلى دفيئة زاخرة بـ1500 نوع من زهرة الأوركيد تماماً مثل حدائق النباتات الملكية التائهة في المحيط الهندي.

يحبّ مدير مطعم بوتانيكا جوزف رانجيث، هذا الموقع الذي يتميز بجمالٍ يأسر القلوب. ويقول، إنه لمكانٌ ساحر. ساحرٌ إلى أبعد حدود. يزرع جوزف شجرة مانجو للضيوف الذين يعودون مرات كثيرة تصل إلى ثلاث مراتٍ سنوياً وينقش أسماءهم على اللافتات. ويقرأ، مكاننا المفضل على كوكب الأرض.

ثمة أمرٌ يشدنا إلى الأماكن التي نشعر فيها وكأننا في أحضان مسكننا. في كتابه الذي يحمل عنوان "هندسة السعادة المعمارية"، يصف ألان دي بوتون المسكن بأنه ليس مجرّد ملاذٍ مادي إنما نفسي أيضاً. إنه مكان يحنّ إليه العائدون ويتذكرون فيه هويتهم.

ويقول الكاتب، ليس من الضرورة أن توفر لنا مساكننا إشغالاً دائماً أو تخزّن ملابسنا لتستحق اسم المسكن. وإذا اعتبرنا أنّ المسكن يرتبط بالمبنى فذلك يعني أن نعترف بانسجامه مع ما نشعر به في داخلنا. قد يكون المسكن المطار أو المكتبة أو الحديقة أو أحد المطاعم على الطريق السريع.

لم يعد المسكن في يومنا هذا مرتبطاً بالضرورة بعنوان تسلّم طلبات التسوق على الإنترنت. إذا كان المسكن بالفعل مكان القلب، فإنّ قلوبنا تمتد وتتوسع كالمطاط في عصر الترحال العالمي الذي نعيش ونعمل فيه ونسافر عبره أينما كان، ليتسع فيها العالم بأسره.

المسكن إذاً هو المكان الذي تشعر بالانتماء إليه. وهو مكانٌ تتطلع إلى العيش فيه مهما طال الوقت. واحةٌ مفعمة بالهدوء والراحة وسط عالمٍ فوضويّ يسوده الجنون حيث تبتعد عن كل ما يزعجك وتكون محاطاً بأحبائك.

في النادي الشاطئي في ون آند أونلي ريثي راه، ينسق الدي جاي أروع الأغاني على وقع أصوات الأطفال وهم يضحكون. ولا عجب في ذلك، فخلال العطلات يكون أحباؤك في أفضل حالاتهم. بعيداً عن رتابة الحياة والروتين والضغوطات، يحلو قضاء الوقت معاً والانطلاق في المغامرات وطرح الأسئلة والاستماع إلى الأجوبة كما يجب. إستمتع بالغطس مع السلاحف والسقوط عن ألواح التجذيف فيما يعمّ الضحك الأجواء وقم بركوب الدراجات الهوائية مع أحبائك على طول المسارات الرملية تحت أشجار النخيل وشجيرات الياسمين الهندي العطرة.

يدرك المهندسون المعماريون ومصممو الديكور تماماً أهمية محيطنا فهو يؤثر على عافيتنا وراحتنا. حين كان جان-ميشال جاثي يصمم ديكور الفلل البالغ عددها 122 فيلا في ون آند أونلي ريثي راه، قال إنه كان يهدف إلى أن يشعر كل ضيف بأنه ملك. وهذا أمرٌ مؤكد فالفلل ملوكية تربض على الشاطئ أو فوق المياه على ركائز وتبعث في النفس الراحة والهدوء.

تُعتبر كل فيلا ملاذاً ساكناً يبعث على الاسترخاء والراحة. الأرضية الرخامية والدافئة. حوض الاستحمام المغمور والمتواجد أمام نافذةٍ كبيرة مطلة على المسبح الخاص والبحر. ملاءات قطنية فاخرة متوفرة على كل الأسرّة بحسب تفضيلات الفرد (لم يتمّ اختيارها من قوائم الوسادة فقط بل من قوائم الفراش أيضاً) وكأننا نختار السلع الفاخرة لمنازلنا الخاصة لنضمن للضيوف أروع تجربة.

أما الدقة في التفاصيل واختيار أجود المواد والتفنن في الشكل فهي أمورٌ يتفرد بها المنتجع. ذروة الإبداع: إنارة تحت السرير عند الاستيقاظ في الليل؛ ثلاجة مستحضرات التجميل المخفية خلف مرآة بإضاءة خلفية في منضدة التزيين على شكل صيدلية والمصنوعة يدوياً من الخشب والجلديات؛ أطايب تُترك عند ترتيب الأسرّة، وكل ذلك ليس من قبيل الصدفة. وفيما نمضي أروع الأوقات خلال العطلة، تُعتبر هذه أفضل المساكن التي قد نحلم بالإقامة فيها. ليت منازلنا مرتبة وفاخرة بالقدر نفسه!

لطالما تساءل الضيوف عمّا إذا كان باستطاعتهم امتلاك هذه الفلل. وتحقيقاً لهذه الغاية، أطلقت علامة المنتجعات مجموعة من مساكن ون آند أونلي الخاصة التي تتوزع في جميع أنحاء العالم. أما امتلاك مسكنٍ خاص أو استئجاره فيطيل أمد اختبار أروع التجارب فيما يستفيد المالكون من جميع هذه المرافق الفاخرة: المطاعم الفاخرة والأنشطة الترفيهية والألعاب الرائعة وتجارب العافية عالمية المستوى، فضلاً عن العلاجات المخصصة لتغذية الروح واستعادة النشاط والتوازن. وتبعث هذه التجارب في نفوس مالكي الفلل الشعور بالانتماء. وما يبقى معك هو الشعور الغامر بالانتماء الذي يبعثه في نفسك منتجع ون آند أونلي.

ففي نهاية المطاف، ليس المسكن مسكناً حقاً إلاّ إذا سكنه الأحباء. الضيوف الآخرون: الأشخاص الذين تتشابه أفكارهم. أعضاء الفريق الذين يتميزون بابتسامة طبيعية وعفوية. نعم، إنهم عفويون ويولون اهتماماً لأدقّ التفاصيل، ولكنهم يرغبون أيضاً في الدردشة إن كان هذا ما تنشده. يرحبون بك باسمك ما إن تطأ قدماك المنتجع وكأنهم يعرفونك منذ زمنٍ طويل.

عندما يحين الوقت لمغادرة اليخت، تلوّح لك مجموعة من الأشخاص اللطفاء المجتمعين على الرصيف. رسالة أخيرة لتذكيرك أنه مهما طالت الفترة التي تكون فيها بعيداً، سوف تعود إلى هنا ليتمّ استقبالك بذراعين مفتوحين. وألوّح لهم بدوري إلى أن نغيب عن الأنظار وقلبي مليء بالحزن.

ون آند أونلي، عروسة القصص